على عكس التوقعات المتشائمة، فإن الصدمات التي استمرت خلال الساعات القليلة الماضية وضعت مزيدًا من الضغط على أسعار النفط، والتي يتم تداولها بعيدًا عن قممها التاريخية لعدة أشهر.

قال رئيس السلع العالمية في Goldman Sachs إن أوروبا لم تخرج من مرحلة الخطر مع تفاقم أزمة الطاقة والغاز، وأن النفط سيرتفع إلى 115 دولارًا بحلول أوائل العام المقبل.

يجب أن تستعد أوروبا

قال جيف كوري، رئيس قسم السلع العالمية في بنك جولدمان ساكس، إن على أوروبا الاستعداد لارتفاع آخر في أسعار النفط مع حلول فصل الشتاء.

وأضاف جيف كوري أن الحظر النفطي في الاتحاد الأوروبي وخروج الصين من الإغلاق وعوامل أخرى ستؤدي إلى 115 دولارًا للبرميل.

وقال إنه على الرغم من أن أوروبا قامت ببناء مخزونات لهذا الشتاء، إلا أنه لا تزال هناك مشاكل هيكلية يجب التعامل معها.

النفط الروسي

قال رئيس السلع العالمية في Goldman Sachs إن نقص إمدادات النفط قد يمثل مشاكل هائلة، مع اقتراب حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي واقتراب الدول الغربية من سقف الأسعار، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إذا ردت روسيا.

وأضاف أن ذلك سيتفاقم بفعل عوامل أخرى، مثل خروج الصين من سياسة الإغلاق، مما يدفعها إلى زيادة الطلب على الخام مرة أخرى، باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم.

وأضاف كوري أن التباطؤ في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وإنهاء إطلاق النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي، والذي استخدمته إدارة بايدن للحد من ارتفاع أسعار النفط منذ ذلك الحين، سيغذي الأسعار.

سيناريو التسلق

قال رئيس قسم السلع العالمية في بنك جولدمان ساكس “إذا جمعت كل شيء معًا، سيبدأ الاتجاه الصعودي في نهاية هذا العام 2022 وأوائل العام المقبل 2023”.

حذر مؤشر أسعار السلع المرتفعة من أن أسعار النفط قد تكون مشكلة في أقرب وقت في ديسمبر، مما يدعم تقدير جولدمان السابق بأن برنت سيصل إلى 115 دولارًا للبرميل.

وفي الوقت نفسه، تعمل أوروبا على تكديس مخزونات الغاز الطبيعي وزيادة مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال قبل الشتاء.

تحذير

حذر كوري من أن هذا من شأنه أن يساعد في تقليل نقص الإمدادات الناجم عن انخفاض إمدادات الغاز الروسي – ولكن لا تزال هناك مشاكل طويلة الأجل مع أزمة الطاقة.

وقال كوري “أوروبا لن تصطدم أبدًا بقطار تتوقعه قادمًا”، مضيفًا أن أوروبا قامت بالاستعدادات، وتعاملت مع الأزمة، لكنها لم تتعامل مع مشكلة الصيف المقبل والشتاء التالي، لذلك هناك لا تزال مشكلة هيكلية يحتاجون إلى التعامل معها.

وقال رئيس السلع العالمية في بنك جولدمان ساكس في وقت لاحق “لم نخرج من الخطر بعد على المدى المتوسط ​​أو الطويل”.

تنبؤات مروعة

من ناحية أخرى، ومن التوقعات المتفائلة بشأن أسعار النفط، تأتي صدمات أوبك ووكالة الطاقة الدولية بشأن تراجع الطلب على النفط، في ظل ضغوط الإغلاق الصيني المستمرة وارتفاع معدلات التضخم.

قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إن توقعات الطلب العالمي على النفط تواجه رياحا معاكسة قوية خلال الأشهر القليلة المقبلة، ومن غير المرجح أن يستعيد الاستهلاك زخمًا كبيرًا حتى الربع الثاني من عام 2023.

وأضافت الوكالة، اليوم الثلاثاء، أن الاحتمال المتزايد لحدوث ركود اقتصادي عالمي، واستمرار ضعف الاقتصاد الصيني، وأزمة الطاقة الأوروبية، وقوة الولايات المتحدة، كلها عوامل أثرت بشدة على الطلب على النفط لمعظم هذا العام وستستمر في ذلك. الاستمرار في القيام بذلك في المستقبل المنظور.

على الرغم من ذلك، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 180 ألف برميل يوميًا إلى 2.11 مليون برميل يوميًا، مع ة تصاعدية للطلب في الصين.

لكنها ما زالت تتوقع انكماشا قدره 240 ألف برميل يوميا في الاستهلاك العالمي خلال الربع الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.