والمكث في القبور وغيرها تعظيما لهم، أو طلب البركة من أصحابها، من العادات التي يقبلها كثير من الناس، وهي من المحرمات ؛ لأن الأفراد يبارك على الميت، بحجة ذلك. كانوا قريبين من الله تعالى. وسنوضح لك من خلال الأسطر التالية تعريف هذا الأمر، وكذلك حكمه في الدين الإسلامي، وأهم المعلومات المتعلقة به.

المكوث عند القبور وغيرها من الأماكن تعظيما لها أو طلبا للتبرك من أصحابهاما

ومسألة الإقامة في القبور وغيرها من الأماكن على شرفهم، أو طلب النعم من أصحابها، من العادات التي لها تعريف. ما هذا؟ وهي من الأسئلة المتداولة، وتتم الإجابة عليها على النحو التالي:

  • ولفظ العكوف هو الذين يبقون على القبور ويمجدونها ويحاولون التبرك منهم.
  • لأنها من العبادات التي يطلب فيها النعم في القبور، وينال منها دواء البركة.
  • والبعض يدعي أن أصحاب القبور أو من يسكنها نعمة، أو أنهم من أولياء الله.
  • ومن أبرز العلامات التي انتشرت على نطاق واسع، بقاء العديد بجوار قبور أحد الصحابة، أو بجوار قبر الحسين، والعديد من القبور الأخرى التي يزعم البعض أن أصحابها بينهم وبين حديث الله.
  • أي يسأل صاحب هذا القبر أن يشفي المريض بمباركته، أو يرد الغائب، وأشياء أخرى كثيرة.

ما حكم تعظيم القبور والاستغناء عنها

  • هذه قضية شائعة جدًا لسنوات عديدة.
  • وفيها يقبل الفرد زيارة القبور ويخصص زيارات لها في أيام معينة.
  • وأيضاً العمل على التبريك من تلك القبور، ولا سيما أهلها الذين يسكنون تلك القبور.
  • بعض الناس يمارسون هذا بكثرة، ولكن مع العلم أنه أمر ممنوع، ولا يجوز شرعا.
  • حيث اعتبره كثير من العلماء باباً من أبواب الشرك بالله العلي العظيم.
  • وذلك لأنه في هذه الحالة يدعو العبيد غير الله تعالى، ويطلبون منه البركة، أو يستجوبونه.
  • وفي حالة ممارسة العبد لهذا الأمر، فعليه أن يتوب منه في الحال، ويكثر الاستغفار.
  • والشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، لأن طلب البركة وتعظيم القبور من أبواب الشرك.

الأدلة النبوية الشريفة التي تدل على أن إقامة القبور وتعظيمها

وقد تعددت الأدلة النبوية الشريفة التي تدل على أن إقامة القبور وتعظيمها، والاستحسان فيها من المحرمات التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهمها. هي الأحاديث التي طلب فيها من المسلمين عدم أخذ قبره بعد موته للتبرك، ومن أبرزها الأدلة الآتية:

الدليل الأول:

  • وفي هذا الحديث النبوي الشريف دلالة على أن زيارة القبور وأخذها مساجد من المحرمات والممنوعات في الدين الإسلامي.
  • كما لا يجوز البناء على القبور واتخاذها مساجد تعظيمًا لها.
  • كما أنه لا يجوز للمسلم أن يتخذ القبور عطلة، ويذهب لزيارتها مرة أو مرتين في السنة.
  • فهذه من الأمور المحدثة حديثاً، والتي لا أصل لها في السنة النبوية الشريفة، ولا في السلف الصالح.
  • كما أنه من الأفضل زيارة القبور في أي يوم من أيام الله تعالى، وعدم تعظيمها.
  • هذا الحديث النبوي الشريف موجه للجماعات التي تتبع قبر عيد معين، من خلال تخصيص يوم معين لزيارته.

الدليل الثاني:

  • في الأحاديث النبوية السابقة التي اختلفت صياغتها في المعنى، وهو تحريم البناء على القبور.
  • إذ لا يجوز البناء على القبر مثل القبة ونحوها.
  • كما أن بناء مسجد على القبر من أجل تكريم الميت، فهو من المحرمات والمحرمات.
  • وقد ورد عن النبي في تلك الأحاديث الشريفة أن اليهود لعنهم الله تعالى بهذا الفعل ؛ لأنه من أعظم أعمال الله.
  • فالبناء مثل اتخاذ سقف لقبر، أو قبة، أو أخذها للدعاء أو الصلاة، أو التجمع فيها طلباً للبركة.
  • أو طلب الشفاء من الله، أو تحقيق شيء ما، كل هذا يعود إلى الشرك بالله.
  • ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خشي تعظيم قبره، لذلك روى هذه الأحاديث النبوية الشريفة.

المرشد الثالث:

  • وهذا حديث في رواية أخرى، وهو من الأحاديث الصحيحة التي تؤكد تحريم البناء على القبور.
  • وفي هذا الحديث الشريف أيضا بيان تحريم الجلوس على القبور والجلوس فيها.
  • كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البناء عليها، وهذا الحديث مكمل للأحاديث السابقة.

الدليل الرابع:

  • وفي هذا الحديث تحذير شديد من النبي صلى الله عليه وسلم، ونهوا عن ذلك.
  • كما أن هناك من كان يأخذ قبور الصالحين منهم مساجد للعبادة، وهذا الأمر بدعة، وهو من باب الشرك، ولهذا نهى الرسول عنه.

الدليل الخامس:

  • يتضح من جميع الأحاديث النبوية الشريفة أن هذا الفعل من الأمور التي تخص إحدى الكبائر.
  • وعلينا الامتناع عن ذلك والتوب إلى الله تعالى في الحال.
  • وكان النهي عنها صريحاً في جميع الأحاديث الشريفة التي ذكرناها لكم في الفقرات السابقة.

حكم زيارة القبور

بعد أن علمنا بحكم تعظيم القبور أو زيارتها في يوم معين، وذكرنا أنها من المحظورات، قد يرغب البعض في معرفة حكم زيارة القبور عامة، وهي كالتالي:

  • زيارة القبور مستحبة بوجه عام للرجل، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نصح الصحابة بزيارة القبور.
  • وذلك لأنه يساعد في تذكير المسلمين بالآخرة واللقاء مع الله تعالى.
  • وهذا من أجل زيارة القبر المعتادة، ولكن يجب أن تكون في الأمور المباحة في الدين.
  • وهي زيارة القبر من أجل التعليم والصلاة على الموتى والاستغفار من الله لهم فقط.
  • وأما تخصيص يوم معين للزيارة فهو من المحرمات، أو الصلاة في المقابر.
  • زيارة القبور للنساء محرم شرعا، ولكنه مستحب للرجل.
  • وأما طلب الرحمة من الميت، أو التبرك منه لأنه من الصالحين، فهو محرم ولا يجوز.