قصص عن الرزق، لقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان وخلق معه رزقه وقدره، حيث لكل انسان رزقه المحتوم الذي أرسله له الله عزوجل، ولكن هذا لا يعني أن الانسان ينتظر هذا الرزق بدون سعي ولا جهد، ومن خلال مقالنا هذا سوف نتعرف واياكم على بعض القصص التي تتحدث عن الرزق، وقصص عن المعجزات في الرزق، وقصص عن الرزق الحلال.

قصص عن الرزق

تعدد قصص الرزق في الاسلام والتي كانت من القصص التي تركت اثرا جيدا عبر السنين الطويلة الماضية، ورغم مرور آلاف الأعوام، إلا أنها بقيت من أروع وابرز القصص التي عبارة عن أمثلة ومواقف يحذى بها، ومن أبرز تلك القصص عن الرزق قصة الرجلين والدجاج، وقصة الرجل والكلب، وفيما يلي عرض لتلك القصتين:

قصة الرجلين والدجاج

  • كان هناك رجلان أصيبوا بالعمى وفقدوا بصرهم.
  • ذات يوم، ذهب الرجلان وجلسوا على طريق أم جعفر زبيدة العباسي.
  • عرف الرجلان أن لديها كرمًا وتهتم بمساعدة المحتاجين والفقراء.
  • وكان أحد الرجلين يتضرع إلى الله قائلاً: “يا رب أعطني من رزقك الغزير”.
  • أما الرجل الثاني فقال: ربي ارحمني أم جعفر.
  • كانت أم جعفر تسمع الرجلين، وكانت ترسل درهمين للرجل الأول كل يوم.
  • لكن الرجل الثاني أرسل له دجاجة مشوية وفيها عشرة دراهم.
  • فأخذ هذا الرجل الدجاجة وهو لا يعلم ما بداخلها، وباعها للرجل الأول بدرهمين فقط.
  • استمر هذا لمدة عشرة أيام، وذات يوم ذهبت والدة جعفر إلى الرجل الذي أرسل الدجاجة إليه.
  • فقالت له: ألم تغنيك نعمتنا؟ قال: ما هي لطفك؟ فأجابت أنه ينبغي أن يكون لديك مائة درهم في عشرة أيام فقط.
  • تفاجأ الرجل وقال لها: لا، أنت ترسل لي دجاجة مشوية وكنت أبيعها مقابل درهمين فقط لصديقي.
  • قالت أم جعفر أن هذا الرجل طلب فضلنا، فحرمه الله من الرزق.
  • أما الرجل الثاني فطلب نعمة الله تعالى فأعطاه الله خيرًا كثيرًا.
  • ونتعلم من تلك القصة أننا نصلي ونسأل الله تعالى وحده ولا شيء غير ذلك.
  • هذا لأنه قادر على توفير القوت للإنسان.

قصة الرجل والكلب

  • كان هناك رجل من السلف الصالح يسير في طريق طويل، وفجأة في الطريق كان يشعر بالعطش الشديد.
  • ولهذا كان يبحث عن مكان يشرب منه ماء عذب، حتى وصل إلى بئر، فنزل إلى البئر وشرب منها.
  • وبعد أن خرج من البئر وصعد إلى القمة ومشى قليلًا، وجد كلبًا يلهث من العطش الشديد، وكانت تظهر عليه علامات التعب.
  • فرجع الرجل إلى البئر ليجلب الماء للكلب ويروي عطشه، وظل يبحث عن شيء يضع الماء فيه للكلب.
  • لكنه لم يجد شيئًا، فنزع حذائه ووضع فيه الماء، وذهب إلى الكلب وأعطاه الماء، فشرب الكلب حتى يروي عطشه.
  • فرض الله تعالى على الرجل الكثير من الحسنات بسبب حنانه وقلبه الطيب.

قصص المعجزات في الرزق

نقدم لكم الآن قصة الشاب الصبور التي تحمل في داخلها أسمى معاني القوت:

  • كان هناك شاب يعيش في ضائقة شديدة وكانت حالته صعبة للغاية.
  • وجربه الله تعالى برؤية الكثير من الوظائف له، وكان المال لتلك الوظائف كثير، لكن إذا قسنا هذه الوظائف بميزان الشريعة، سنجد أنها وظائف ممنوعة وغير مقبولة شرعا.
  • وكلما وجد عملاً أمامه كان يذهب إلى أحد المشايخ ويسأله عن حكم الله في هذه الوظيفة.
  • وكان الشيخ ينظر إلى وضعه الصعب ويشفق عليه، لكنه كان يرى الوظائف على ميزان الشرع، فوجدها ممنوعة ولا يجوز العمل فيها.
  • كان الشاب يذهب ويعود إلى الشيخ بعد مرور عدة أيام على وظائف جديدة ويسأله عنها، ويخبره الشيخ أنها وظائف مخالفة للشريعة.
  • وقد أشفق الشيخ على حالته كثيرا، وفي المرة الثالثة ذهب الشاب إلى الشيخ لأخذ رأيه وأخبره أن هذه الوظيفة لا يجوز العمل بها.
  • وظل الشيخ يشعر بالشفقة على هذا الشاب وعلى صدقه مع الله وعدم العمل في تلك الوظائف رغم حاجته لها.
  • لم يتزوج ويحتاج إلى المال ليغفر لنفسه، لكن هذا الرجل كان يتمتع بقدر كبير من الصبر على البلاء رغم فقره وحاجته.
  • تمر الأيام والشاب مازال يعاني من ضيق شديد وانغلاق الأبواب في وجهه.
  • حتى يوم من الأيام، فتح الله له الباب أمام رزق طاهر وحلال، وهذا الشاب عمل بالفعل في هذه الوظيفة.
  • بعد ذلك انتقل إلى المدينة وخطب فتاة متدينة وتزوجها، وفتح له الله أبواب الخير والرزق، وبارك الله عليه بالولد.
  • ثم عاد هذا الشاب إلى بلده واشترى معها قصرًا كبيرًا، وذلك بحكم الله عليه نتيجة اجتهاده في حياته ورفضه القيام بأعمال محرمة.

قصص عن الرزق الحلال

سنقدم لكم الآن قصة الرزق بين يدي الله. كل ما عليك فعله هو اتباع النقاط التالية:

  • ذات مرة كان هناك رجل فقير اسمه حاتم الأصم، وذات يوم كان يجلس مع أصدقائه ويتحدث معهم.
  • فجاءت سيرة الحج وشوق، واشتاق إلى مكة المكرمة، وأراد أن يحج، فذهب وجلس مع أولاده وزوجته.
  • وأخبرهم أن قلبي يتوق إلى مكة وأريد الذهاب إلى بيت الله، فما رأيكم في ذلك؟
  • ردت عليه زوجته وأولاده قائلين: ليس عندنا شيء فكيف تتركنا وتذهب إلى الحج؟ لمن ستتركنا؟ كيف نعيش ونأكل؟
  • فأجابت ابنته الصغيرة: “هل يحدث شيء إذا تركت والدي يسافر إلى الحج، فالله هو المعول، ويعول من يشاء، فهو في يده الرزق”.
  • فهل سفر أبي يمنعنا من الرزق، فأجابوا عليها قائلين: صدقيتي.
  • بعد هذا الحوار وافقت الزوجة والأطفال على سفر حاتم للحج، وعندما حان وقت الحج سافر حاتم وترك القليل من المال لأسرته.
  • كانت هذه الأموال تكفيهم لمدة ثلاثة أيام فقط، وخلال السفر لم يكن لدى حاتم المال الذي يجعله قادرًا على السفر مع القافلة.
  • كان حاتم يسير خلف القافلة متجهًا إلى بيت الله، وأثناء السفر أصيب زعيم القبيلة بضربة شمس، فبحثوا عن من يساعده.
  • حاتم الأصم عامل قائد القافلة، وقال قائد القافلة إنه سيتم دفع مصاريف هذا الرجل ذهابًا وإيابًا.
  • شعر خاتم بالفرح ولم يصدق ما سمعه. فحمد الله وصلى الله عليه وسلم قائلاً: “يا رب بما أدرت أمري، تدبر أمور أهلي”.
  • مرت الأيام ونفد المال الذي تركه خاتم لعائلته، ونفد الطعام والشراب.
  • في اليوم الرابع، بدأوا يشعرون بالأذى لأنهم شعروا بالجوع وبكوا بسبب جوعهم الشديد.
  • وعندما كانوا يبكون، ابتسمت الفتاة الصغيرة، وقالوا لها: “لماذا تبتسمين الآن؟ أنت سبب ما نحن فيه الآن، لأنك أقنعتنا بسفر والدك”.
  • أجبته أتساءل لماذا تبكين؟ قالت: نعم صحيح أن أبي سافر ولكن الرزق معنا.
  • ولما كانوا في هذه الحالة طرق الباب وفتحت الأخت الصغيرة الباب فوجدت رجلاً يطلب الماء لأمير المؤمنين، لأن أمير المؤمنين خرج مع جنوده في رحلة صيد و نفد الماء معهم.
  • ولما سمعت زوجة حاتم أن الأمير واقف عند باب بيتها رفعت رأسها إلى السماء وقالت لك المجد يا ربي. بالأمس كنا ننام جائعين واليوم يقف الأمير عند باب منزلنا.
  • فأخذت كوبًا صغيرًا من الماء وملأته، فشرب منه الأمير وشعر بالسرور منه.
  • قال لها: أهذا البيت بيت أمير؟
  • أخبره الوزير أن هذا المنزل يخص أحد خدام الله الصالحين الملقب حاتم الأصم.
  • فقال له الأمير سمعت عنه من قبل.
  • فقال له الوزير: سمعت أنه خرج للحج ولم يترك شيئًا لأبنائه وناموا أمس وهم جائعون.
  • ولما سمع الأمير بذلك خلع حزامه من خصره، والمنطقة شيء مربوط من الوسط ومرصع بالأحجار الكريمة والألماس.
  • وقال لأصدقائه: من يحبني يجب أن يخلع حزامه، فيخلع جميع أصدقائه أحزمةهم وأعطوها لمنزل حاتم.
  • وفي اليوم التالي ذهب لهم أحدهم ليشتري المناطق واشترى منها وأعطاهم أموالاً كثيرة تكفيهم حتى وفاتهم.
  • فرحت عائلة حاتم بهذا الأمر، وبدأت الأخت الصغيرة تبكي بفرح من رحم الله عليهم.

إلى هنا نكون قد وصلنا واياكم إلى نهاية مقالنا والذي يحمل عنوان “قصص عن الرزق”، ومنها قصة الرجلين والدجاج، والرجل والكلب، حيث تعرفنا من خلال هذا المقال على قصص أخرى للرزق، وهي قصص المعجزات في الرزق، وقصص عن الرزق الحلال.

أسئلة مكررة

ما سبب تأخير الرزق؟

والسبب الذي يؤدي إلى تأخير الرزق هو فعل المعصية والمحرمات.

ما هي مفاتيح الرزق؟

الاتكال على الله، وتلاوة القرآن الكريم، وإقامة الصلاة، والصدقة، وتقريب الأرحام، والاستغفار.