«فوربس» التضخم يوحد العالم، ذكرت «فوربس»، أن كل دولة تحسب معدل التضخم الخاص بها بشكل مختلف قليلاً ويمكن أن تؤثر الظروف الإقليمية على هذا المعدل. فمعدل التضخم %10 في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ليس بالضرورة هو نفسه معدل التضخم %10 .

ما هو التضخم

سوف نبين لكم ماذا يعني التضخم فيما يلي

  • العودة من إغلاقات الوباء العالمي أشعلت شرارة الأسعار والحرب الروسية فاقمتها
  • رغم ارتفاع معدلات التضخم حول العالم إلا أن الأسباب التي تدفعه مختلفة بحسب ظروف كل دولة

إذا كان هناك شيء يشترك فيه الكثير من البشر حول العالم هذه الأيام فهو المعاناة من التضخم. فالأسعار المرتفعة تضرب أكبر اقتصادين في العالم المتقدم وهما الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي، كما تضرب الأسواق الناشئة بشكل أكثر حدة.

ما هي معدلات التضخم حسب الدولة

ذكرت «فوربس»، أن كل دولة تحسب معدل التضخم الخاص بها بشكل مختلف قليلاً ويمكن أن تؤثر الظروف الإقليمية على هذا المعدل. فمعدل التضخم %10 في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ليس بالضرورة هو نفسه معدل التضخم %10 في .

وتظل العوامل الكامنة وراء ازدياد معدل التضخم في كل بلد أو منطقة جغرافية معقدة. كما يمكن أن تسهم السياسات الحكومية والتدخلات المالية والنقدية وتغيرات أسعار الفائدة وحتى الطقس القاسي في التضخم.

ووفقًا لمكتب الإحصاء الوطني البريطاني، على سبيل المثال، كانت تكاليف الطاقة والوقود من العوامل الرئيسية للتضخم في العديد من البلدان.

في بريطانيا، أدت مشكلات سلسلة التوريد بسبب الشتاء البارد ونقص طاقة الرياح عن المعتاد إلى ارتفاع تكاليف الطاقة بشكل حاد.

ورغم أن هذه النظرة العامة لمعدلات التضخم ليست مقارنة صارمة لشيء واحد، لكنها يمكن أن تعطينا نظرة أوسع لما يحدث على مستوى العالم.

الولايات المتحدة

كان معدل التضخم في الولايات المتحدة البالغ %8.5 في يوليو 2022 بمثابة تحسن طفيف من %9.1 في يونيو الماضي، والذي كان أعلى مستوى في 40 عامًا.

ووفقًا لأحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك، ارتفع سعر البيض بنسبة %38 بين يوليو 2022 ويوليو 2022، وارتفع الحليب الطازج كامل الدسم بنسبة %14.5، كما ارتفعت أسعار الحبوب بنسبة %16.8.

وفي أثناء ذلك، ارتفع سعر بنسبة %30.5 والبنزين العادي الخالي من الرصاص بنسبة %44.6.

بريطانيا

وصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا عند %10.1 بين يوليو 2022 ويوليو 2022 في المملكة المتحدة، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.

وبحسب صحيفة الجارديان، ارتفعت أسعار البيض بنسبة %14.6 على أساس سنوي. ارتفعت أسعار الحليب قليل الدسم بنسبة %34، وأسعار الغاز الطبيعي بنسبة %95.7.

كندا

تعد الأسعار المرتفعة في محطات البنزين الكندية جزءًا من سبب وصول معدل تضخم المستهلكين إلى %7.6 لفترة 12 شهرًا المنتهية في يوليو الماضي.

وأظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين السابق تضخمًا بنسبة %8.1، وهو أكبر تغيير سنوي منذ يناير 1983، والذي كان مدفوعًا جزئيًا بارتفاع أسعار البنزين.

الصين

ووفقًا للمكتب الوطني للإحصاء الصيني، أظهرت المقارنة السنوية لشهر يوليو 2022، أن معدل التضخم في الصين ارتفع إلى %2.7، ومقارنة بالعام الماضي ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة %6.3، مع زيادات ملحوظة على أساس سنوي في منتجات اللحوم والفواكه الطازجة، وارتفعت أسعار وقود السيارات بنسبة %24.

وفي مناطق مختلفة من العالم، ارتفعت أسعار النقل والتعلىم والترفيه وكذلك الضروريات اليومية والملابس والإسكان والرعاية الصحية.

اليابان

ووفقاً لتقرير «فوربس» كان معدل التضخم %2.6 في يوليو 2022، بزيادة عن معدل يونيو %2.4. وهذا هو الشهر الحادي عشر على التوالي من ارتفاع أسعار المستهلك في اليابان. يعود جزء من سبب هذه الزيادات إلى ارتفاع تكاليف الوقود والغذاء بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتراجع الين.

تركيا

وارتفع معدل التضخم في تركيا إلى %79.6 في يوليو 2022، وهو أعلى مستوى في 24 عامًا. في حين أن هناك العديد من الأسباب لارتفاع معدل التضخم السنوي في البلاد، فإن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع عملة البلاد منذ ديسمبر الماضي.

وأثرت الأسعار المرتفعة وانخفاض قيمة العملة على المستهلكين لدرجة أن الدولة رفعت الحد الأدنى للأجور مرتين منذ بداية عام 2022.

أستراليا

ووفقًا لمكتب الإحصاءات الأسترالي ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأسترالي بنسبة %6.1 في يونيو الماضي مقارنة بالعام الماضي، وكانت الزيادة مدفوعة جزئياً بارتفاع أسعار المساكن الجديدة والوقود والأثاث.

جنوب أفريقيا

يشهد العديد من البلدان في أفريقيا معدلات عالية من التضخم. وصلت جنوب إفريقيا إلى أعلى مستوى تضخم في 13 عامًا في يوليو مع زيادة سنوية بنسبة %7.8، مدفوعة إلى حد كبير بأسعار الوقود والغذاء.

ما الذي يدفع التضخم العالمي

قالت «فوربس» إن محللي السوق والاستراتيجيين يشيرون إلى عدة عوامل وراء ارتفاع الأسعار العالمية.

تشير كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في» إنفيسكو«، إلى مثالين عن سبب ارتفاع التضخم حاليًا وهما، تضخم الطلب، وتضخم دفع التكلفة.

وتوضح «هوبر» أن تضخم الطلب يحدث عندما ترتفع الأسعار بسبب زيادة الطلب. يمكن أن يكون الدافع وراء تضخم جذب الطلب هو زيادة الإنفاق الحكومي، فعلى سبيل المثال، توفير ضوابط التحفيز.

ووفقًا «لهوبر»، في حال كان المستهلكون يتوقعون أسعارًا مرتفعة في الفترة المقبلة، فمن المتوقع أن يشتروا اليوم، وهذا يصبح نبوءة تحقق ذاتها عندما يتعلق الأمر بتوقعات التضخم.

ويأتي النوع الآخر من التضخم وهو تضخم دفع التكلفة، الذي يؤدي إلى زيادات في الأسعار عندما يتعطل توريد السلع والخدمات. وتعتبر الأسعار المرتفعة للنفط والغاز الطبيعي أمثلة جيدة هنا.

وتوضح «هوبر» أن الوباء العالمي كان له علاقة كبيرة بارتفاع معدل التضخم. وقالت «لقد أوقفنا الاقتصاد، ثم أعدنا تشغيله مرة أخري». وعندما بدأ الاقتصاد في النمو مرة أخري، واجهت العديد من البلدان تحديات مماثلة مع تعطل مصادر العمالة وسلسلة التوريد. وتشير هوبر إلى أن «هذا ساهم في ندرة العرض مع زيادة الطلب».

ويوافق «باتريك جيه أوهير»، كبير محللي السوق لدي موقع «بريفينج دوت كوم Briefing.com»، على أن الوباء العالمي كان مساهماً رئيسياً في مشاكل التضخم. عندما عاد الاقتصاد من جديد، كان المستهلكون الأمريكيون، المحميين بأموال التحفيز، على استعداد لبدء الإنفاق مرة أخري.

وكان سوق العمل بحاجة إلى تكثيف لتلبية هذا الطلب الجديد، باستثناء أن الكثير من المواطنين ما زالوا قلقين بشأن « فيروس كورونا» وليسوا مستعدين للعودة إلى العمل.

لم يقتصر هذا القلق على العمال في الولايات المتحدة. وقال» أوهير» «نظرًا لأن مصادر الإنتاج في الخارج مشوشة نوعًا ما بسبب نقص العمالة المتاحة، فقد انفجرت بالفعل أزمة سلسلة التوريد».

وبدأت مشكلات مصادر العمالة وسلسلة التوريد في معالجة نفسها، ولكن غزو روسيا لأوكرانيا، أدي إلى ظهور مجموعة من أزمات التوريد الجديدة.

وأضافت «هوبر» « في حال نظرنا إلى تضخم دفع التكلفة، فإن أحد المحركات الرئيسية هو ارتفاع أسعار السلع، وهو بالضبط ما حدث في أوائل الربيع. ولم تكن مجرد أزمة طاقة لكن الزراعة أيضًا». وتذكرنا أن أوكرانيا كانت دائمًا تعتبر «سلة غذاء أوروبا» لما تقدمه من منتجات زراعية غنية.

استمرار التضخم العالمي حتى عام 2023

وتقول «فوربس» إن العيش في جائحة داخل الاقتصاد العالمي الذي يعتمد على بعضه البعض في كل شيء بدءاً من الوقود إلى الغذاء يعني أننا جميعًا شركاء في الأزمة.

وبينما يتعامل العالم بأسره مع التضخم، سارعت «هوبر» إلى ملاحظة أن كل اقتصاد فريد من نوعه، كما هو الحال بالنسبة لكل نوع من أنواع التضخم. إنه حقًا يعتمد على عوامل محددة في هذا الاقتصاد المعين.

فعلى سبيل المثال، التضخم في الولايات المتحدة مدفوع بالطلب والعرض. كانت بعض الزيادات في أسعار الطاقة والغذاء مدفوعة بالطلب، وكان من السهل التحكم في ذلك من قبل البنوك المركزية.

وقالت «هوبر» « في حال رفعت أسعار الفائدة بما يكفي، يمكنك أن تضرب الاقتصاد رأسًا على عقب بمطرقة ثقيلة وطلب فاتر».

ووفقًا لـ«أوهير»، تأثرت الدول الأوروبية بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا بالغزو الروسي لأوكرانيا، نظرًا لأن هذه الدول مستوردة للنفط.

وأوضحت «هوبر» «إن الكثير من استخدامات الطاقة تكون تقديرية. وإذا كان الجو باردًا في الشتاء، فأنت بحاجة إلى تدفئة منزلك وبالتالي لا يوجد شيء يمكن للبنك المركزي الأوروبي القيام به في رفع أسعار الفائدة التي من شأنها أن تساعد في تخفيف تضخم أسعار الطاقة».

وتعتمد بعض الدول الآسيوية أيضًا على روسيا في السلع الأساسية، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ونجد تركيا، على سبيل المثال، تعتمد على النفط والغاز الطبيعي المستورد من روسيا. وفي الوقت نفسه، تسعي الصين جاهدة من أجل استقلال الطاقة، مما يساهم في معدل تضخم أقل حدة من الزيادات في البلدان الأخري.

ما يحدث عبر الحدود أو المحيطات لا يختلف عما نراه في الولايات المتحدة مع ارتفاع أسعار الغاز.

ويقول أوهير «يتعين على المواطنون اتخاذ خيارات فيما يتعلق بالمكان الذي سينفقون فيه أموالهم. وعندما تستمر تكاليف الطاقة التي تتجاوز دخلك المتاح، فإن المقايضة هي أنك قد تضطر إلى تقليص المشتريات التقديرية، مما يؤدي في النهاية إلى إبطاء معدل النمو الاقتصادي لبلدك».

ولم يحدث التضخم في الولايات المتحدة، بين عشية وضحاها ولن ينتهي بشكل فوري. وقال» هوبر» «لا توجد معجزات قادمة. وسيستغرق التضخم بعض الوقت للوصول إلى حيث هدف الاحتىاطي الفيدرالي».

وتوضح «هوبر» أيضًا أن بعض الأشياء خارجة عن سيطرة الاحتىاطي الفيدرالي. وتشير إلى أن «الاحتىاطي الفيدرالي يمكنه فقط التحكم في الطلب». ولكن لا يمكنه السيطرة على الغزو الروسي لأوكرانيا. ولا يمكنه التحكم في سلاسل التوريد في الصين.

ووفقًا لما ذكرته «هوبر»» رغم أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، فقد بدأنا في رؤية بعض ضغوط سلسلة التوريد تتراجع، وتحسن الاوضاع فيما يتعلق بفيروس كورونا. ومع ذلك، قد لا نري بعض التأجيل في الضغوط التضخمية حتى وقت طويل من العام المقبل وربما حتى نهاية عام 2023».

هل يصبح التضخم المرتفع العدو الأول للاحتىاطي الفيدرالي

قالت مجلة «فوربس»، إن عصر ارتفاع الأسعار المتواصل في الولايات المتحدة قد انتهي، ولكن معدلات التضخم المرتفعة قد تستمر لفترة أطول.

وتلاشت التوقعات المتفائلة في أن يبدأ معدل التضخم في المزيد من التراجع، حين أفادت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة %0.1 في أغسطس الماضي مقارنة بشهر يوليو 2022. وتوقع المحللون انخفاضًا بنسبة %0.1.

وارتفع معدل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة على أساس سنوي، بنسبة %8.3 في أغسطس الماضي، وسط توقعات مخيبة للآمال عند %8. في حين أن هذا يمثل تحسنًا عن معدلات يوليو السنوية البالغة %8.5، لكنها لا تزال مرتفعة جدًا.

وجاءت أسعار المواد الغذائية كنقطة مزعجة في تقرير التضخم المفاجئ لشهر أغسطس 2022. في الوقت نفسه، انخفض مؤشر أسعار البنزين بنسبة %10.6 خلال هذا الشهر، مما زاد من تراجعه في أواخر فصل الصيف.

وقال «صامويل فولر»، مدير «فايننشال ماركتس أونلاين» «التباطؤ في الرقم السنوي منذ يوليو 2022 أدي إلى انخفاض أسعار الغاز، والتي كانت المحرك الرئيسي لمعدلات التضخم العالمية التي لم نشهدها منذ عقود».

وشهد ما يسمي مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، زيادة أكبر في أغسطس المنتهي. كما ارتفع مؤشر التضخم الاساسي بنسبة %0.6 خلال الشهر، ليرتفع بنسبة %6.3 من 12 شهرًا السابقة.

ويأتي تقرير التضخم بعد أن رفع الاحتىاطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى نطاق يتراوح بين %2.25 و%2.5، وهي زيادة دراماتيكية في فترة قصيرة.

ورغم أنه من المتوقع أن يظهر استقرار مؤشر التضخم الأساسي، للبنك المركزي أن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات، لا سيما بعد خطاب رئيس بنك الاحتىاطي الفيدرالي «جيروم باول» الأخير في «جاكسون هول».

ويعتبر تقرير التضخم الرئيسي لشهر أغسطس الماضي، هو الشهر الثاني على التوالي الذي يظهر فيه اعتدال التضخم على أساس سنوي بعد الزيادة الصادمة في يونيو بنسبة %9.1.

وربما كان السائقون هم الفئة الرئيسية من الأمريكيين الذين كان بإمكانهم توقع هذا التراجع. فقد تراجع مؤشر البنزين بمعدلات كبيرة لشهرين متتالين، بعد ارتفاعه بنسبة %11.2 في يونيو 2022.

وبشكل عام، انخفضت أسعار الطاقة بنسبة %5 خلال الشهر الماضي، ورغم ذلك، يجب ألا يشعر مالكو السيارات بالارتياح التام.

وانخفضت أسعار الغاز بنسبة %6.1 في أبريل خلال العام الجاري، قبل أن تقفز في الأشهر اللاحقة، ولا تزال أسعار الغاز أعلى بنسبة %26 عن العام الماضي.

وتعد هذه أخبار غير سعيدة عندما يتعلق الأمر بمنتج أساسي آخر وهو السلع الغذائية.

وارتفعت أسعار البقالة والمواد الغذائية في الخارج مرة أخري في أغسطس الماضي، وهي حالياً ترتفع بنسبة %13.5 و%8 مقارنة بالعام الماضي، على التوالي. وارتفع مؤشر الغذاء العام بنسبة %11.4، وهي أكبر قفزة في 12 شهرًا منذ مايو 1979.

ووفقاً لما ذكره التقرير، هناك سبب يجعل مسؤولي الاحتىاطي الفيدرالي والاقتصاديين ينظرون عمومًا إلى التضخم الأساسي بشكل أكثر جدية، حيث تميل أسعار الغذاء والطاقة إلى الارتفاع، رغم كونها مناسبة لميزانيات الأسرة.

كما تُظهر بيانات مؤشر التضخم الاساسي، مقدار العمل الذي يتعين على الاحتىاطي الفيدرالي القيام به. ووفقًا لهذا المقياس، ارتفعت الأسعار بنسبة %0.6 في شهر أغسطس، والتي ترتفع بنسبة %6.3 عن العام الماضي. لترتفع كثيراً عن هدف الاحتىاطي الفيدرالي البالغ %2.

وارتفعت أسعار الاسكان بنسبة %0.7 في أغسطس، حيث ارتفعت بنسبة %6.2 مقارنة بالعام السابق. وتأتي أحدث أرقام لمؤشر أسعار المستهلكين بعد بعض البيانات المربكة.

وأضاف أرباب العمل 315 ألف وظيفة في أغسطس الماضي، بينما ارتفعت الأجور بنسبة %5.2 خلال العام الماضي. ورغم ذلك، انخفضت الأرباح المعدلة حسب التضخم بنسبة %2.4 خلال نفس الفترة، وانخفض إجمالي الناتج المحلي للدولة لربع آخر متتالي، وهو تعريف شائع، ولكنه ليس نهائيًا، للركود.

وذكرت وزارة التجارة الأمريكية أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو مقياس التضخم المفضل للاحتىاطي الفيدرالي، ارتفع بنسبة %4.6 في يوليو الماضي. ورغم ذلك، هذا أقل من قراءة فبراير 2022 عند %5.3.

لا يزال التضخم هو العدو الأول للاحتىاطي الفيدرالي

كان التضخم هو العدو الأول للاحتىاطي الفيدرالي في عام 2022. وأجرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تغييرات صارمة على السياسة النقدية الأمريكية لخفض معدل التضخم إلى هدفه طويل الأجل عند نحو %2.

ورفعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يوليو الماضي، نطاقها المستهدف لسعر الأموال الفيدرالية بمقدار 75 نقطة أساس.

ووفقًا لأداة «فيد واتش» التابعة لمجموعة «سي إم أي»، في حين أن التضخم قد يكون قد وصل لمستوىاته القياسية، لكن الأسعار لا تزال ترتفع إلى ما هو أبعد مما يريده الاحتىاطي الفيدرالي، دون أن تتراجع بشكل كبير. ولهذا السبب يبدو أنه سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخري عندما تجتمع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 20 و21 سبتمبر المقبل.

وقال جارجي تشودري، رئيس استراتيجية «أي شارز» للاستثمار بالأمريكيتين «مع استمرار ارتفاع التضخم، سيواصل الاحتىاطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة للتصدي للتضخم المرتفع لجعله يقترب من هدف %2.

ويقوم السوق حاليًا بتسعير سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بالقرب من %4 بحلول أوائل عام 2023. ونعتقد أن المعيار مرتفع بالنسبة لهم لرفع أسعار الفائدة مرة أخري، نظرًا للتباطؤ في معدل التضخم الرئيسي الذي يحدث بالفعل».

هل يمكن أن يساعد التضخم في إحداث ركود

ويواجه بنك الاحتىاطي الفيدرالي عملية موازنة صعبة، حيث يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة بقوة لخفض معدل التضخم دون التسبب في ركود في الولايات المتحدة.

ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض للشركات والمستهلكين، مما يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي. حتى هذه النقطة، كان سوق العمل في الولايات المتحدة قويًا، لكن تراجع مؤشر «ستاندرد آند بوز» بنسبة 13.8% منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه يعكس المخاوف في «وول ستريت».

وتعتبر أسهم النمو حساسة بشكل خاص لارتفاع أسعار الفائدة لأن مديري الصناديق يستخدمون عادة نماذج التدفقات النقدية المخصومة لتحديد أهدافهم السعرية لمخزون النمو. وتعتبر التدفقات النقدية المستقبلية أقل قيمة عندما يكون السعر المخصوم أعلى.

وانخفض مؤشر نمو «راسل 1000» بنسبة %20.1، بينما انخفض مؤشر قيمة « راسل 1000» بنسبة %6.4 خلال عام 2022.

ورغم ذلك، فإن التضخم ليس بالضرورة خبرًا سيئًا لكل قطاع من قطاعات البورصة. وساعد ارتفاع والغاز الطبيعي والسلع الأساسية الأخري أسهم قطاع الطاقة على تحقيق أرباح قياسية في عام 2022.

وقال مات بيرون، مدير الأبحاث في يانوس هندرسون إنفستورز «كان تقرير التضخم الرئيسي سلبيًا بالنسبة لأسواق الأسهم. ويشير التقرير الأكثر سخونة من المتوقع إلى أننا سنحصل على ضغط مستمر من سياسة الاحتىاطي الفيدرالي المتشددة من خلال رفع أسعار الفائدة. كما أنه يدفع إلى الوراء أي تحول في سياسة الاحتىاطي الفيدرالي الذي كانت الأسواق تأمل فيه على المدي القريب. كما حذرنا خلال الأشهر الماضية، لم نخرج من مرحلة الخطر بعد وسنحافظ على موقف دفاعي مع مخصصات الأسهم والقطاعات».

ماذا بعد

تقول «فوربس» إن المستثمرين سيراقبون تعلىق بنك الاحتىاطي الفيدرالي على الاوضاع الاقتصادية في اجتماعه المقبل. وسيصدر مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي قراءة نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أغسطس الماضي، في 30 سبتمبر المقبل. ويقيس مؤشر أسعار المستهلكين ونفقات الاستهلاك الشخصي، معدل التضخم بناءً على تسعير سلة من السلع.

ولكن السلتان مختلفتان، والصيغ المستخدمة لحساب كل مقياس ليست هي نفسها. ويعتمد حساب مؤشر أسعار المستهلك على دراسة استقصائية للسلع التي يشتريها المستهلكون، في حين يعتمد مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي على مسح لشركات السلع التي تبيعها.

وتضيف المجلة أنه من المهم أن نتذكر أن هذه البيانات ليس سوي نقطة بيانات واحدة، وسوف يستوعب بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من المعلومات قبل الاجتماع المقبل.

الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالتنا التي عرضناها لكم على جريدة الساعة وتحدثنا لكم فيها عن «فوربس» التضخم يوحد العالم متمنين ان تكونوا قضيتم وقتا ممتعا في القراءة.