من ويل دنهام

واشنطن (رويترز) – حدد العلماء التغيرات في تطور الحنجرة التي ميزت البشر عن الرئيسيات الأخرى وربما عززت القدرة التي لا غنى عنها على الكلام.

قال باحثون، يوم الخميس، إن فحص حنجرة 43 نوعًا من الرئيسيات أظهر أن البشر يختلفون عن القردة من حيث افتقارهم إلى جزء تشريحي يسمى الطيات الصوتية، وهي امتدادات صغيرة تشبه الشريط من الحبال الصوتية.

ووجدوا أيضًا أن البشر يفتقرون أيضًا إلى أجزاء تشبه البالون من الحنجرة تسمى الأكياس الهوائية التي قد تساعد بعض القرود على إصدار أصوات عالية ورنانية دون زيادة معدل التنفس لديهم بشكل ملحوظ.

ويقول الباحثون إن فقدان هذا النسيج أدى إلى استقرار مصدر الصوت لدى البشر وهو أمر حاسم لتنمية القدرة على التحدث والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح.

قال عالم الرئيسيات تاكيشي نيشيمورا من مركز الأصول التطورية للسلوك البشري في اليابان والمؤلف الرئيسي للبحث المنشور في مجلة Science .

سمح عالم الأحياء التطوري والمؤلف المشارك في الدراسة دبليو تيكومسيه فيتش من جامعة فيينا في النمسا “للقرود الأخرى بإنتاج أصوات أعلى صوتًا وأكثر كثافة من البشر – ولكنه يجعل القواطع غير المنتظمة والصاخبة أكثر شيوعًا”.

آليات مماثلة، أصوات مختلفة

تتشابه آليات إنتاج الصوت في البشر والرئيسيات الأخرى، حيث يتسبب الهواء القادم من الرئتين في اهتزاز الحبال الصوتية. ثم تمر الطاقة الصوتية المتولدة بهذه الطريقة عبر تجاويف البلعوم والفم والأنف وتظهر في شكل تحكمه ترددات ترشيح تحددها القناة الصوتية.

قال عالم الحيوان وعالم النفس هارولد غوزوليس من جامعة إيموري في أتلانتا، والذي كتب تعليقًا في مجلة العلوم المصاحبة للدراسة “الكلام واللغة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، لكنهما ليسا مترادفين”.

وقال “الكلام هو الأسلوب المسموع للتعبير اللغوي – ولا يستطيع إنتاجه سوى البشر من بين الرئيسيات”.

ومن المفارقات أن التعقيد المتزايد للغة البشرية المنطوقة يتبع تبسيطًا للعملية التطورية.

أظهر العلماء أن التركيب البسيط للحنجرة عند البشر سمح لهم أيضًا بالتحكم بشكل ممتاز في حجم الصوت لفترات طويلة وبطريقة مستقرة.

(من إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)