تحاول أسعار النفط التعافي من الصدمات المتتالية بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها منذ حرب أوكرانيا، حيث ظهرت بيانات مخزونات النفط الأمريكية، في حين فاجأت أوبك + الأسواق بارتفاع أقل من المتوقع والذي لم يلبي طموحات الولايات المتحدة بشأن كبح جماح ارتفاع الأسعار.

وخلال لحظات التداول هذه، اليوم الجمعة، وبعد التراجعات العنيفة التي شهدتها الأسعار في الأيام الماضية، ارتفعت أسعار النفط بشكل خجول، وارتفعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 1.48٪، وسجلت نحو 90.39 دولارًا للبرميل.

كما ارتفعت العقود بنسبة 1.22٪ وسجلت نحو 97.98 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.74٪ وسجلت نحو 94.82 دولاراً للبرميل.

تحاول أسعار النفط التعافي من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الجلسة السابقة، حيث أعلن اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، الذي يربط حقول النفط الكازاخستانية بميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، أن الإمدادات النفطية انخفضت بشكل كبير، وهذا كان للإعلان تأثير إيجابي على أسعار النفط.

الخام الروسي يرتفع

قال متعاملون في سوق النفط إن سعر مزيج الصادرات الروسية الرئيسي إلى آسيا في المعاملات الفورية انتعش من أدنى مستوياته على الإطلاق في ظل الطلب القوي من الهند والصين، وهما مستوردان رئيسيان للنفط، خاصة بعد تراجع المخاوف بشأن العقوبات المحتملة.

شهد النفط الخام المُصدَّر من ميناء كوزمينو على المحيط الهادئ انخفاضًا في أسعار التسليم الفوري، ليسجل مستويات خصم تزيد عن 20 دولارًا للبرميل في مارس، بعد أن اشتمل على علاوات أسعار.

ومع ذلك، أجرى الاتحاد الأوروبي تعديلات دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي على العقوبات المفروضة على روسيا، وخفف القيود على دفع شحنات النفط لشركة Rosneft المملوكتين للدولة وجازبروم نفت، المورّدين الرئيسيين لخام إسبو الروسي.

أوبك والأسهم

تحول النفط هبوطيًا بعد أن أظهرت بيانات أن المخزونات في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 يوليو الماضي.

ارتفعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 200 ألف برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 2.4 مليون برميل، فيما تراجع الطلب على البنزين إلى أدنى مستوى منذ تفشي وباء “كوفيد -19″، على الرغم من استمرار انخفاض أسعار المواد الخام. خمسون يومًا متتاليًا.

من ناحية أخرى، اتفقت مجموعة “أوبك بلس” اليوم على زيادة إنتاج النفط بواقع 100 ألف برميل يوميا خلال شهر سبتمبر، مشيرة إلى أن الطاقة الفائضة المحدودة تتطلب استخدامها بحذر شديد استجابة لانقطاعات الإمدادات القوية.

وخلافًا لاتجاه صادرات النفط والغاز الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية في ظل تصاعد أسعار البنزين في البلاد، تراجعت صادرات النفط الأمريكية بشكل حاد الأسبوع الماضي، تزامنًا مع استقرار إنتاج الخام في الولايات المتحدة.

تشير التحليلات إلى أن سوق النفط سيبقى جيدًا جدًا على المدى القصير، وهذا يعني أن الأسعار ستجد دعمًا قويًا حول مستوى 90 دولارًا، وسترتد في النهاية نحو مستوى 100 دولار للبرميل حتى مع تقوية التوقعات بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي.

كما استفاد النفط من تقارير أشارت إلى أن ثلاثة ممثلين لأوبك بلس قالوا لرويترز إن التحالف قبل اجتماع منتصف الأسبوع خفض توقعاته لفائض سوق النفط هذا العام بمقدار 200 ألف برميل يوميا لتصل إلى 800 ألف برميل فقط يوميا.