تصطدم أسعار الغاز الأوروبية بموجة من المكاسب الحادة في أعقاب القرار الألماني برفع حالة الطوارئ لمواجهة الاحتمال الوشيك بحدوث تعطل كامل لإمدادات الغاز الروسي.

وبحسب بيانات مؤشر TTF في بورصة لندن ICE، اليوم الخميس، فقد قفز سعر عقود الغاز الفوري إلى مستوى 1500 لكل ألف متر مكعب، للمرة الأولى منذ مارس من العام الجاري.

وكشف مؤشر TTF في بورصة ICE، أن أقرب عقد آجل لشهر يوليو 2022 تم تداوله عند مستوى 1504 دولار لكل ألف متر مكعب من الغاز، وأغلقت العقود أمس عند 1،368 دولار.

الذعر الألماني

أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابك قبل فترة وجيزة أن بلاده ستنتقل إلى المستوى الثاني من خطتها الطارئة المكونة من ثلاث مراحل لمواجهة أزمة الغاز.

وبحسب تصريحات هابيك، فإن ذلك يعني أن أكبر اقتصاد في أوروبا يشهد الآن مخاطر في حال استمرار نقص إمدادات الغاز على المدى الطويل، وهو ما قد يؤدي به إلى تجاهل أهداف القارة العجوز في القضاء على عصر الفحم مرة أخرى.

وفقًا لخطة الغاز الطارئة في ألمانيا، يتم رفع مستوى التأهب عند حدوث انقطاعات في تدفقات الغاز أو ارتفاع الطلب على الغاز بشكل استثنائي مما يؤدي إلى تدهور كبير في الإمداد.

وأعلنت ألمانيا قبل أيام، اللجوء إلى خطة طارئة وتشغيل أكبر محطة فحم في البلاد لتوليد الطاقة، بالتزامن مع قرارات روسية بقطع الغاز عن العديد من الشركات والدول الأوروبية، كان آخرها نورد ستريم.

السجل السابق

قفزت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا في 4 مارس بنسبة 30٪ وحطمت الرقم القياسي المرتفع البالغ 2400 دولار لكل ألف متر مكعب، وفقًا لبورصة ICE في لندن.

أظهرت أسعار الغاز في أوروبا تقلبات قوية في الأيام الأخيرة وارتفعت بشكل حاد منذ أن شنت روسيا عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا في 24 فبراير.

في العام الماضي، تقلبت أسعار الغاز الأوروبي بالقرب من المتوسط ​​، في حدود 250 إلى 300 دولار لكل ألف متر مكعب، خلال ربيع 2022.

في نهاية صيف عام 2022، تجاوزت قيمة العقود الفورية مع التسليم في اليوم التالي 600 دولار، وفي أوائل أكتوبر، وصلت الأسعار إلى 1000 دولار.

تُعزى هذه الزيادة في الأسعار إلى عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع الطلب على السوائل في آسيا، ومحدودية العرض من الموردين الرئيسيين، وانخفاض مستويات الإشغال في التخزين الأوروبي إلى جانب الإمدادات الروسية المتعثرة.

تحذير الطاقة الدولي

وقال فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، إن الإجراءات الطارئة التي اتخذتها الدول الأوروبية هذا الأسبوع لخفض الطلب على الغاز، مثل تشغيل محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالفحم، كانت مبررة بحجم الأزمة على الرغم من المخاوف من زيادة الكربون.

وحذر بيرول من أن الخطوات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية حتى الآن لن تكون كافية على الأرجح إذا تم قطع الصادرات الروسية تمامًا.

وأضاف بيرول أنه يتعين على الدول بذل كل ما في وسعها للحفاظ على الإمدادات في الوقت الحالي لضمان امتلاء المخزونات قبل أشهر الشتاء.

قال وزير الطاقة الإيطالي روبرتو سينجولاني، إن الاقتراح الإيطالي بوضع حدود قصوى لأسعار الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي يحظى بدعم متزايد من دول الاتحاد الأوروبي، حيث ترى العديد من الدول أنه “الحل الوحيد” لوقف ارتفاع الأسعار.