أصبحت الطاقة هي مفتاح الحياة، وهو رهان موسكو طويل المدى الذي طالما بالغ الحلفاء في تقديره قبل الأعداء، ويبدو أن هذه البطاقة في طريقها لتقسيم خصوم روسيا الذين وافقوا على معاقبتها بعد غزو أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن الجانب الروسي، على الرغم من القرارات الصارمة في بعض الأحيان مثل الحصول على الغاز مقابل الروبل، لا تزال موسكو حريصة على طمأنة الأوروبيين بأنها لن تقطع شريان الحياة طالما التزمت القارة العجوز بمطلب الدب الروسي. .

جزرة روسيا

ويبدو أن روسيا لا تزال حريصة على طمأنة الأوروبيين بأنها لن تقطع الغاز عنهم، حيث قالت شركة غازبروم الروسية يوم الأحد إنها تواصل إمداداتها من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وأضافت أن الإمدادات عبر نقطة دخول السودان بلغت 44.1 مليون متر مكعب ارتفاعا من 43.96 مليون متر مكعب يوم السبت.

وأضافت جازبروم الروسية أن أوكرانيا رفضت طلبا لتوريد الغاز عبر سوخرانوفكا، وهي نقطة دخول رئيسية أخرى.

أوروبا .. إلى الوراء

وذكرت تقارير غربية أن المفوضية الأوروبية قدمت اقتراحاً لدول الاتحاد الأوروبي بتأجيل الحظر، الذي نوقش، على إمدادات النفط الروسية عبر خط أنابيب دروجبا.

اقترح الاتحاد الأوروبي حظر النفط المنقول بحراً من روسيا وتأجيل الحظر على وارداته عبر خط الأنابيب الرئيسي (TADAWUL Druzhba) للرد على اعتراضات المجر، والتفاوض بشأن حزمة (سادسة) من العقوبات المتوقفة.

وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن المفوضية الأوروبية أرسلت يوم السبت إلى الحكومات اقتراحًا منقحًا من شأنه أن يسمح بتجنب عرقلة عمليات التسليم عبر خط أنابيب دروجبا.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأن المناقشات سرية، إن الدول الأعضاء ستلغي تدريجياً وارداتها من الخام الروسي المنقول بحراً في غضون ستة أشهر، والمنتجات البترولية المكررة في غضون ثمانية أشهر.

امتيازات

ولفتت الوكالة إلى أن الغرب مستعد لتقديم تنازلات للجانب الروسي، وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذا الاقتراح سيمنح المجر الوقت للبحث عن حل تقني يلبي احتياجاتها من الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، سيحل الاقتراح مشاكل البلدان غير الساحلية الأخرى، بما في ذلك سلوفاكيا وجمهورية التشيك.

يشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي فرضت خمس مجموعات متتالية من العقوبات على روسيا بسبب الأوضاع في أوكرانيا.

خط دروجبا

يعد خط أنابيب دروزبا من أكبر خطوط الأنابيب خلال العام، حيث يتم نقل النفط من روسيا إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وبولندا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وألمانيا.

اقترحت المفوضية الأوروبية في مارس / آذار تطوير خطة خاصة للاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تخفض بمقدار الثلثين – حوالي 100 مليار متر مكعب – الطلب على الغاز الروسي في عام 2022.

ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الحظر على واردات النفط الروسي في الحزمة السادسة، لكن بعض الدول تمنع اعتماد الحزمة السادسة، خوفًا من التأثير السلبي لهذه الخطوة على اقتصادها الذي يعتمد بشكل أساسي على الطاقة الروسية.

مزيد من الركوع

وبحسب التقرير الغربي فإن الدول الأوروبية ستحذو حذو المجر وتستجيب لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.

وقالت الوكالة إن رغبة الدول الأوروبية في معاقبة روسيا على العملية الخاصة في أوكرانيا لا تتجاوز الكلمات، لذا فهم يرفضون الوصول إلى النقطة المؤلمة، وهي صناعة الطاقة.

وأضافت أن “التركيز كان على رفض المجر دعم العقوبات، لكن الدول الأخرى استسلمت لمطالب بوتين بدفع ثمن الغاز بالروبل”.

وقالت “كان هناك انقسام في الاتحاد الأوروبي، بين أعضائه الغربيين والشرقيين حول صادرات الأسلحة إلى أوكرانيا، والحوار مع بوتين والشروط التي يتعين على كييف قبولها كجزء من معاهدة سلام مستقبلية”.

وشددت على أن “إحباط الدبلوماسيين والمسؤولين الأوروبيين من احتمال نفاد الفرص أمام الاتحاد الأوروبي لتوجيه ضربة اقتصادية موجعة لروسيا يتزايد.