باريس (رويترز) – سعى زعيما فرنسا وألمانيا في قمة عُقدت في باريس يوم الأحد لتفادي الخلافات التي تشوه العلاقات الثنائية الوثيقة بين أوروبا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وركزا بدلا من ذلك على ما يوحد البلدين.

في استعراض للوحدة، احتفل البلدان بالذكرى الستين لمعاهدة الصداقة التي وقعها الرئيس الفرنسي شارل ديغول والمستشار الألماني كونراد أديناور من خلال إلقاء خطابين في جامعة السوربون في باريس وعقد اجتماع حكومي دولي في قصر الإليزيه.

كان من المقرر عقد القمة بين البلدين، وهما القوى الدافعة لسياسة الاتحاد الأوروبي الأوسع، في أكتوبر، لكن تم تأجيلها وسط خلافات حول قضايا تتراوح من سياسة الطاقة إلى المشتريات الدفاعية.

قال المستشار الألماني أولاف شولتز في كلمة ألقاها في جامعة السوربون، “إن المحرك الفرنسي الألماني هو آلة تسوية وتعمل بهدوء، ولكن في بعض الأحيان يكون مزعجًا ويحتاج إلى العمل الجاد”.

وأصدرت الحكومتان بيانًا مشتركًا، أكدت فيهما خططًا لمواصلة المبادرات المشتركة فيما يتعلق بالدبابات القتالية الرئيسية وبرامج الفضاء وتطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين والبطاريات.

لكنهم غضوا الطرف عن الاختلافات العميقة بينهما.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البلدين اتفقا على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إيجاد نفقات لضخ استثمارات خضراء في القطاع الصناعي استجابة للدعم الأمريكي في مجال الطاقة الخضراء بموجب قانون خفض التضخم البالغ 369 مليار دولار الذي سنته واشنطن.

يقول المسؤولون الألمان إن برلين لا ترى حاجة كبيرة إلى صندوق سيادي جديد في الاتحاد الأوروبي تعتبره فرنسا ضروريًا لمساعدة الصناعة الأوروبية على ضخ الاستثمارات لإبقائها قادرة على المنافسة مع الشركات الأمريكية التي تستفيد من الإعفاءات الضريبية السخية.

كما تعهدت الحكومتان بالعمل على تعديل سوق الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي تريد فرنسا فيه إحراز تقدم فوري حيث تستعد لقفزة هائلة في الطاقة النووية، في حين أن برلين متشككة ولا تريد التسرع في الأمر.

وفيما يتعلق بالدفاع، ترك ماكرون الباب مفتوحا أمام مشاركة فرنسية في خطط بين ألمانيا وأكثر من اثنتي عشرة دولة أوروبية أخرى لحشد قدرات الدفاع الجوي، قائلا إن باريس ستزن المخاطر والاستثمارات المحتملة في “الأسابيع والأشهر المقبلة”.

(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)