ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، لقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ولهذا لما برزوا لجالوت وجنوده { قالوا } جميعهم { ربنا أفرغ علينا صبرا } أي: قو قلوبنا، وأوزعنا الصبر، وثبت أقدامنا عن التزلزل والفرار وانصرنا على القوم الكافرين.

تعريف سورة البقرة

سورة البقرة من السور المدنية ومن سور القرآن الكريم الطويل. وهي من أوائل ما نزل بالمدينة المنورة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبدأت السورة بأحرف منحوتة. وهذا ما يزيد من قوة معجزية السورة حيث قال الله تعالى {ألم} وهي في ثلاثة أجزاء في كتاب الله تعالى والسورة تضمنت أطول آية في القرآن الكريم وهي آية الدين برقم الآية. 282 وسميت بسورة البقرة لأحداث معجزة البقرة التي دخلت فيها، في زمن نبي الله موسى عليه السلام، وتحدثت السورة عن التشريع والشرائع الإسلامية أن العبد المسلم يحتاجه عندما يبدأ في اعتناق الإسلام، ثم يذكر حالة المشركين والمنافقين ويظهر حالة المؤمنين، وتحدث عن خلق الله وإبداع تكوينه، وتضمنت قصة آدم. وإبراهيم، وتحرك لتوضيح الأحكام الشرعية من قتل وعقاب وجهاد وزهد وجهاد، وكذلك توضيح أهمية الصلاة، لأنها أعظم سورة في كتاب الله.

ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

قال تعالى في تفسيره {أرهقنا ربنا بالصبر، وقد برهنا خطواتنا وإثمنا على الكافرين} في تفسيرات كثيرة، حيث جاء في الميسر أن المؤمنين عارضوا المنتسبين، أي فطلبوا الصبر من الله العلي، فقالوا {وثبت على أقدامنا} أي عندما تقابل العدو، وتبتعد عنا الهروب والعجز، فيكون النصر حليفهم، {وامنحنا. وشرح القرطبي في تفسيره حيث قال في قوله تعالى {فلما خرجوا إلى جليات وجنوده قالوا ربنا اصبر على تقوي اقدامنا وتنتصر على الكفار. شدّ صبرنا، وشدّ أقدامنا، وانتصرنا على الكافرين، ولهذا لما جاءوا إلى جليات وجنوده {قالوا ربنا صبر علينا} أي قوّوا قلوبنا، وامنحنا الصبر والقفز أقدامنا محمية من الانزلاق والجري، ونهزم الكافرين.

وبذلك نصل إلى خاتمة المقال يارب صب الصبر علينا، يقوي أقدامنا وينصرنا على الكافرين وقد أوضحنا تفسير قوله تعالى في هذه الآية بعدة تفسيرات، وبعد ذلك لدينا تعرفنا على سورة البقرة وشرحنا مواضيعها ومحتواها في السطور السابقة.