من هبة العيسوي

عمان (رويترز) – يجلس أحمد الياسين على الأريكة في منزله المتواضع في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمان ممسكًا بالورق والقلم لحساب تكلفة نفقات التدفئة للأشهر الباردة الأربعة المقبلة ومقارنة البدائل المتاحة، بعد أن وصل سعر الكيروسين إلى مستويات تاريخية.

الياسين موظف في القطاع العام ورب أسرة مكونة من سبعة أفراد، يقول “الكيروس هو وقود الفقراء، والحكومة رفعت أسعارها بشكل كبير. أفكر الآن هل سأستمر في استخدام موقد الكيروسين أم التحول إلى الغاز أو الكهرباء “.

ومقارنة بالشتاء الماضي، ارتفعت أسعار الكيروسين بنسبة 40 في المائة بعد أن بلغ سعر اللتر 0.86 دينار (1.2 دولار) مقابل 0.61 دينار قبل عام.

وقال الياسين (48 عاما) إنه اعتاد أن يضيء مدفأة كيروسين في منزله الشتاء الماضي، ويخصص 50 دينارا شهريا لذلك، لكن هذا الشتاء يحتاج إلى 70 دينارا في الشهر.

ويقول “أفكر بالعودة لسخان الغاز، حيث أن سعر الاسطوانة ثابت بسبعة دنانير، وإذا احتجت لملئها أربع مرات في الشهر فستكلف 28 ديناراً فقط”.

وأضاف الياسين “صحيح أن سخان الكيروسين يعطي إحساسًا بالدفء أكبر مقارنة بالغاز، لكنني مضطر لفعل ذلك مع ارتفاع تكاليف المعيشة وكثرة الالتزامات في عائلتي ذات الدخل الثابت. “

منذ عام 2015، ظل سعر اسطوانة الغاز في المملكة عند سبعة دنانير للاسطوانة، كجزء من خطة حكومية لحماية المواطنين.

من جهته، يرى مؤيد السيدة، وهو رب أسرة مكونة من خمسة أفراد، أنه سيلجأ إلى موقد الحطب هذا الشتاء كبديل لمدفأة الكيروسين التي أصبحت نفقاتها تفوق إمكانياته.

تقول السيدة 39 سنة “في الشتاء الماضي وخاصة في أيام تساقط الثلوج كسرت معظم الأشجار في منطقتي السكنية، واحتفظت بكميات كبيرة من الأغصان والجذوع في مخزن المنزل وسأفعل ذلك. استخدمها هذا الشتاء “.

واتضح أنه، بمساعدة حداد من أصدقائه، يصنع موقدًا آمنًا لحرق الأخشاب لتركيبه في المنزل، حتى لا يفكر في التكلفة.

ويشير الصعدة إلى أنه سيستخدم أيضًا مدفأة كهربائية صغيرة في غرفة أطفاله، خاصة بعد تسجيله في المنصة الحكومية لدعم الكهرباء، وانخفضت الفاتورة الشهرية.

بدأت هيئة تنظيم الطاقة والمعادن في المملكة، منذ أبريل الماضي، في احتساب التعرفة الجديدة للكهرباء، بعد تسجيل المشتركين المؤهلين للحصول على الدعم على المنصة الحكومية.

بدوره، وصف نهار السعيدات، رئيس النقابة العامة لأصحاب محطات الوقود، الطلب على الكيروسين في المحطات بأنه شبه معدوم، بعد ارتفاع الأسعار، على الرغم من اقتراب فصل الشتاء ودرجات الحرارة المنخفضة.

ويقول سعيدات “من المؤكد أن الطلب على الكيروسين سينخفض ​​هذا الشتاء في ظل تراجع القوة الشرائية لغالبية المواطنين”.

ومن المتوقع أن يلجأ الأردنيون إلى طرق تدفئة بديلة وأقل تكلفة، مثل الغاز، خاصة وأن الحكومة من المرجح أن تعمل على استقرار سعر الكيروسين أو خفضه خلال الأشهر المقبلة.

وذكر صيدات أن متوسط ​​الاستهلاك السنوي للكيروسين في المملكة يبلغ نحو 140 مليون لتر.

(= 0.709 دينار)

(اخبار هبة العيساوي من عمان تحرير سهى جدو)