«سلام» ارتفاع الطلب من القارة الأفريقية بعد تراجع المعروض الأوروبي

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في انخفاض صادرات بعض شركات مواد التعبئة والتغليف، لكن الحرب أصبحت حافزًا لبعض الدول الأفريقية التي تتجه كسوق بديل للدول الأوروبية وتركيا لاستيراد تلك المنتجات منها، بعد الانخفاض في توريد منتجات التعبئة والتغليف في أوروبا.

وزادت صادرات قطاع الطباعة والتغليف والورق والكتب والأعمال الفنية بنسبة 59٪ خلال الربع الأول من العام الجاري، لتصل إلى 312 مليون دولار، مقابل 196 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2022.

وقال عماد سلام رئيس الشركة الأفريقية لتصنيع المنتجات الورقية إن الشركة تلقت رسائل من شركات أفريقية خلال الأسبوعين الماضيين. للحصول على عروض الأسعار.

وأضاف أن صناعة المنتجات الورقية الأفريقية ستبحث مع مستوردين من كينيا آلية لتصدير مواد التغليف الورقية إليهم خلال زيارة لنيروبي الأسبوع المقبل.

وأوضح أن ارتفاع أسعار مواد التعبئة والتغليف في أوروبا وتركيا من أبرز المنافسين في إفريقيا ؛ بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، اضطر المستوردون الأفارقة إلى اعتبار مصر سوقًا بديلًا.

كما أن قرار استبعاد مواد الإنتاج والمكونات من الاستيراد من خلال الاعتمادات المستندية هو فرصة جيدة للشركات المحلية لتوفير المواد الخام، وبالتالي القدرة التنافسية للشركات بأسعار مناسبة.

وتابع “بدأ تجار الخامات ومكونات الإنتاج لمواد التعبئة والتغليف بتخفيض الأسعار بالتزامن مع القرار، بعد أن رفعوها بشكل مبالغ فيه في الفترة الماضية ؛ بسبب نقص المعروض.

وشدد رئيس الشركة الإفريقية لتصنيع المنتجات الورقية على ضرورة توفير المواد الخام المستوردة محلياً لقطاع التعبئة والتغليف حيث أنها تدخل في كافة الصناعات وتعتبر من السلع الإستراتيجية.

وقال سلام إن نقص المواد الأولية ومكونات الإنتاج في الفترة الماضية كان له أثر سلبي على الصادرات حيث عجزت الشركات عن تسعير المنتجات في ظل عدم استقرار الأسعار ونقص المواد الخام والأزمات العالمية.

وأضاف أن الاضطرابات في عملية التسعير وارتفاع أسعار المواد الخام جعلت من الصعب طرح مناقصات حكومية كانت الشركة تشارك فيها لتوريد أكياس الدقيق.

فودة الأهرام حولت 30٪ من صادرات الأكياس البلاستيكية للسوق المحلي

قال مصطفى فودة، مدير التصدير بشركة الأهرام للتجارة والصناعة، إن التغييرات التي حدثت على الساحة العالمية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية دفعت الشركة إلى توجيه نحو 60٪ من إنتاجها من الأكياس البلاستيكية إلى السوق المحلي بعد أن وجهت حوالي 90٪ منه للتصدير أي نقل 30٪ إضافية للسوق المحلي.

وأضاف أن الحرب الروسية الأوكرانية كان لها تأثير مباشر على صادرات الشركة إلى أوكرانيا وبلغاريا ومنطقة البحر الأسود، حيث ارتفعت تكلفة الشحن، معتبرا أن هذه المنطقة كانت خطيرة، بالإضافة إلى طول مدة الشحن للمنتج. بالتزامن مع انخفاض عدد الحاويات التي تدخل هذه المنطقة.

ولفت إلى طول فترة الانتظار للشحن إلى بلغاريا والتي تتطلب حاليا حجوزات لمدة تصل إلى شهر ونصف قبل الشحن، إضافة إلى ارتفاع تكلفة شحن “الكنتور” من 500 إلى 1700 دولار حاليا.

وأشار فودة إلى أن الشركة تعاني أيضا من نقص في المواد الأولية التي تعتمد عليها، ويتم استيرادها من الخارج، مما تسبب في توقف الشركة عن الإنتاج خلال الشهر الماضي ؛ نتيجة ندرة الخامات.

وعلق الآمال على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعفاء متطلبات الإنتاج من نظام الائتمان المستندي والإسراع في الإفراج عن الخامات المستوردة لمواصلة عمل الشركة خلال الفترة المقبلة.

عانى السوق خلال الشهرين الماضيين من ندرة شديدة في المواد الخام، في ظل التحديات التي حدثت على الساحتين العالمية والمحلية، وصعوبة استيراد المواد الخام.

وقال فودة، إن الشركة ستستأنف الإنتاج الأسبوع المقبل مع دخول الخامات المستوردة، فيما يبلغ إنتاج الشركة السنوي نحو 13 ألف طن من مواد التعبئة والتغليف من الأكياس البلاستيكية، والأهرام أكبر مصدر للأكياس البلاستيكية في مصر.

وشدد على أن قطاع التعبئة والتغليف من القطاعات المهمة التي لا غنى عنها، وأن هناك طلبات محلية وأجنبية عليه باستمرار، فيما تسبب ندرة المواد الخام في ضعف الاستفادة من هذا الطلب.